إلا أن هذه النظرية تفتقر إلى الدليل ويزعم البعض الآخر أن الحمام يستعين بما عنده من ذاكرة قوية علي معرفة طريقه وعندما يطير من مكان يرصد ما يراه في طريقه من أشجار وأنهار وبحيرات ووديان وجبال وسهول حتى إذا ما عاد إلى مكانه الأول أسترشد بتلك المرئيات علي أن هذه النظرية وحدها لا تكفي لتفسير هذه الظاهرة لأنه أمكن لحمامة في عام 1931 أن أُرسلت من فرنسا إلى موطنها - سايجون - فقطعت مسافة سبعة آلاف ومائتي ميل في أربعة وعشرين يوما وكانت هذه الحمامة قد أُحضرت من سايجون موطنها الأصلي في باخرة أبحرت حول الهند ثم دخلت البحر الأحمر فالبحر الأبيض ثم وصلت إلى مدينة آراس في فرنسا ولم تتح لهذه الحمامة فرصة اختيار أي علامات في هذا الطريق تسترشد بها في طيرانها وليس من المعقول أن يمتد بصرها سبعة آلاف ومائتي ميل ، وعلي هذا يمكن القول بان حمام الزاجل يسترشد بعوامل خفية إلى جانب حواسه العادية وهو بالضبط ما سوف نتناوله بالتفصيل في القراءة التالية .